أَوَّلاً: تَعريفُ الفِقْهِ.

هُوَ فِي اللُّغَةِ: الفَهْمُ؛ يُقالَ فَقِهَ: يَفْقَهُ بِمَعْنَى فَهِمَ يَفْهَمُ، وَالفِقهُ فِي الاصْطِلاحِ: العِلْمُ بِالأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ المَأْخُوذَةِ منْ أَدِلَّةِ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ.

ثَانِياً: مَوْضوعُهُ.

يَبْحَثُ الفِقهُ في الأَحْكامِ الشَّرْعِيَّةِ المُتَعَلِّقةِ بالعِبَاداتِ كالصَّلاةِ وَالصَّومِ، وَالمُعاملاتِ كالبَيْعِ وَالرِّبا، وَالعَلاقَاتِ الاجْتِمَاعِيَّةِ كَالزَّوَاجِ وَالطَّلاَقِ إِلى غَيْرِ ذَلكَ مِنَ  الأَحْكَامِ.

ثَالِثاً: فائِدَتُهُ.

مَعْرِفَةُ الفِقْهِ تُعِينُ المُسْلِمَ على مَعْرِفَةِ أَحْكَامِ عِباداتِهِ للهِ تَعَالى، وَمُعَامَلاتِه وَعَلاقَاتِه بِمَنْ حَوْلَهُ مِنَ النَّاسِ، وَلِيَكُونَ عَلَى بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِ دِينِهِ، وَدُنْياه فَيَسْعَدُ في الدُّنْيَا والآخِرَةِ. قَال النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ((مَنْ يُرِدِ اللهُ بِه خَيْراً يُفَقِّهْهُ في الدِّيْنِ…)) [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ].

رابعاً: حُكمُ تَعَلُّمِ الفِقهِ وتَعْليمِهِ.

هُوَ فَرْضُ كِفَايَةٍ عَلَى المُسْلِمينَ، بِمَعْنَى أَنَّهُ يجِبُ عَلى المُسْلِمِينَ أَنْ يكُونَ مِنْ بَيْنِهِمِ الفُقَهَاءُ في كُلِّ عَصْرٍ وفي كُلِّ مَكانٍ، لِيُبَيِّنُوا لهمْ حُكْمَ الشَّرْعِ في ما يَقَعُ بَيْنَهم مِنْ مَسَائِل في العِبَاداتِ والمُعامَلاتِ وَغَيرِهَافَإِنْ عمَّ الجَهْلُ وَانْعَدَمَ الفُقَهَاءُ فَالمُسْلِمُونَ حِينَئِذٍ يَكونونَ آثِمِينَ جَمِيعًاقَالَ الله تَعَالى: {وَما كَانَ المُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُم طَائفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا في الدِّيْنِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُم إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التَّوْبة/122].

وَيَجِبُ علَى المُكلَّفِ أَنْ يَتَعَلَّمَ مِنَ العُلومِ الدِّيْنِيَّةِ مَا يَكْفِيهِ في عِباداتِهِ وَمُعامَلاتِهِ.

خامِسًا:  الأَحْكَامُ الشَّرْعِيَّةُ.

 الأَحْكَامُ الشَّرْعِيَّةُ الَّتِي لا تخرُجُ عَنْهَا مَسْأَلَةٌ مِن المسَائِلِ، هِي باتِّفاقِ عُلَمَاءِ المُسْلِمينِ خَمْسَةُ أَحْكَامِ وهِي كالآتِي:

1- الواجِبُ:

وهُوَ مَا يُثَابُ فَاعِلُهُ امتِثالاً ويَسْتَحِقُّ تَارِكه العِقَابَ، كالصَّلَواتِ الخَمْسِ.

2- المَنْدُوبُ:

وَهُوَ ما يُثَابُ فَاعِلُهُ امْتِثَالاً وَلا يُعَاقَبُ تَارِكُهُ. كَصِيَامِ يَوْمِ عَاشُوراَءَ.

3- الحَراَمُ:

وهُوَ مَا يُثَابُ تَارِكه امْتِثَالاً وَيَسْتَحِقُّ فَاعِلُهُ العِقَابَ، كَشُرْبِ الخمْرِ.

4- المَكْروهُ:

وهُوَ مَا يُثَابُ تَارِكه امْتِثَالاً وَلا يُعَاقَبُ فَاعِله، كَتَقْدِيمِ الرِّجْلِ اليُسْرى عِنْدَ دُخولِ المَسْجِدِ وَتَقْديمِ اليُمْنَى عِنْدَ الخُروجِ مِنْهُ.

5- المُبَاحُ:

وهُوَ ما لا يُثَابُ علَى فِعْلِهِ وَلا يُعَاقَبُ عَلَى تَرْكِهِ، كالأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالنَّوْمِ.

سادِسًا: مَنْ هُوَ الفَقيهُ؟

هُوَ الَّذِي يَعْرِفُ جُمْلَةً عَظيمَةً مِنَ الأَحْكَام الشَّرْعِيَّةِ، مَعَ مَعْرِفةِ أََدِلَّتِهَا مِنَ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ.

Leave a comment

I’m Abul Baraa

About Me
I’m Abul Baraa Muhammad Amreeki, an Imam, writer, and student of knowledge passionate about sharing the timeless wisdom of Islam. My journey has been shaped by years of study in the Qur’an, Sunnah, and classical scholarship, while also exploring the role of mental health and psychology in a Muslim’s life.

I founded Islam’s Finest as a space where faith meets modern challenges—where Muslims can find guidance not only for their spiritual growth but also for their emotional and mental well-being. Writing is my way of building bridges between tradition and today’s realities, helping others strengthen their connection to Allah while navigating the tests of this dunya with clarity and resilience.

Let’s connect